فضل قراءة القرآن
______________
عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة: ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة: لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة: ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة: ليس لها ريح وطعمها مر» .
شبه المؤمن القارئ بالأترجة لما اشتملت عليه من الخواص الموجودة فيها مع حسن المنظر، وطيب الطعم، ولين الملمس، ويستفيد المتناول لها بعد الالتذاذ بها طيب النكهة، ودباغ المعدة، وقوة الهضم، فاشتركت فيها الحواس الأربع: الشم، والبصر، والذوق، واللمس. وشبه المؤمن غير القارئ بالتمرة لاشتماله على الإيمان كاشتمال التمرة على الحلاوة. وشبه المنافق بالريحانة لطيب تلاوته، وخبث عمله، وشبه المنافق الذي لا يقرأ بالحنظلة، وهي الشجرة الخبيثة. قال الحافظ: وفي الحديث فضيلة حامل القرآن، وضرب المثل للتقريب للفهم. وإن المقصود من تلاوة القرآن العمل بما دل عليه.
عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين» .
يعني من عمل بالقرآن رفعه الله في الدنيا والآخرة، ومن ضيع حدوده وضعه الله وإن كان شريفا.
عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار» . متفق عليه.
«والآناء» : الساعات.وله: «لا حسد» ، أي: لا غبطة تنبغي إلا في هذه الخصلتين، وهي من جنس. قوله تعالى: {فاستبقوا الخيرات} [البقرة. قوله تعالى: {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} [المطففين . وقال البخاري: باب اغتباط صاحب القرآن، وذكر الحديث بلفظ: «لا حسد إلا على اثنتين، رجل آتاه الكتاب وقام به آناء الليل، ورجل أعطاه الله مالا فهو يتصدق به آناء الليل وآناء النهار» . قال الحافظ: وهو عند مسلم من وجه آخر: «وقام به آناء الليل وآناء النهار» . والمراد بالقيام به، العمل به تلاوة وطاعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق